الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية زوجة الشهيد عبد الباسط المرّي تطلق صيحة فزع والشارني ووزارة الدفاع على الخط

نشر في  01 جويلية 2016  (10:48)

متابعةً منّا لملفّ ضحايا الأحداث الإرهابيّة التي إستهدفت مناطق متفرّقة من حِياض البلاد، وساهمت بشكل متنامٍ في تقويض الأمن الوطني، كان لموقع «الجمهورية» أن إتّصل بأرملة شهيد الوطن عبد الباسط المُرّي؛ التي أطلعتنا على الوضعيّة الإجتماعية الرّاهنة التي ترزح تحت وطأتها أسرة الشهيد وما أضحت تعانيه من إهمال وجحود كبيريْن مذكّرة بأنها قدّمت لتونس أغلى ما تملك وهي على أهبة الإستعداد للتضحية بالمزيد في سبيل أن تنعم البلاد بالدّعة والإستقرار.

وإستهلّت المواطنة بشرى زوينخ حديثها بكثيرٍ من اللّوعة والأسى قائلةً أنّ زوجها المرحوم، الذي قضى نحبهُ في عمر الـ 35 سنة، كان ضمن القوّات المسلّحة التي ذادت عن حرمة التراب الوطني بكلّ جسارة وإقدام خلال مشاركته في الملحمة التاريخيّة التي كُتبت فصولها بمنطقة بن قردان يوم 07 مارس المنقضي.

وأضافت محدّثتنا أنّ الشهيد تركَ لها إبنةً في عُمر الزهور تُدعى رَامَا (سنّها عام وثمانية أشهر)، ووالدان مسنّان مصابان بأمراض عضويّة مزمنة، وقد أصبحا إثر وفاة إبنهما عاجزيْن عن مجابهة ما يتطلبهُ الواقع المعيشي المتردّي، خاصّة أنّ عبد الباسط المُرّي كان العائل الوحيد لهما.

وأشارت بشرى زوينخ إلى أنّها صارت تعيش على وقع ظروف نفسيّة متدهورة للغاية نتيجة فقدان عزيز على قلبها، وما زاد الوضع تأزّما هو غياب الإحاطة المرجوّة من لدن مؤسّسات الدولة، وفق تعبيرها، مبرزةً أنّها إلتجأت في أكثر من مرّة إلى أحد أطبّاء النفس على نفقتها الخاصّة، ما يفسّر تقصيرًا في إيلاء العناية اللّازمة لها ولذوي الشهيد، على حدّ وصفها.

كما أفادت أرملة الشهيد بأنّ الجرايات الشهرية الخاصة بزوجها (أفريل وماي وجوان) لم يقع صرفها إلى حدّ اليوم، مطالبةً الحكومة بالتسريع في الإجراءَات القانونية حفظا لكرامة العائلة ولرفعة ما قدّمه الشهيد.

محدّثتنا أبت إلّا أن توجّه رسالة مقتضبة إلى السّلطات الثلاث وإلى كافّة مكوّنات المجتمع المدني، طالبت من خلالها بضرورة الإعتراف وردّ الإعتبار لعوائل شهداء تونس الذين سقطوا في ساحة الوغى دفاعا عن راية البلاد التي ظلّت شامخة رغم مكرِ أعدائها، مبرزةً أنّ الدولة لن تنجح في كبح جماح الإرهاب، طالما لم ينل شهداؤها حقوقهم الكاملة.

ماجدولين الشارني توضّح 

وفي نطاق حقّ الردّ الذي تكفلهُ أخلاقيات العمل الصّحفي، إتّصلنا برئيسة الهيئة العامّة لشهداء وجرحى العمليات الإرهابية ماجدولين الشارني، حيث أوضحت أنّه وبالتنسيق مع السلط المحلية والجهوية بولاية قابس تعمل الهياكل المعنية هناك على وضع ملف الشهيد في بؤرة إهتماماتها وأولويّاتها.

وقد أبدى والي الجهة تعاطيًا مسؤولا تجاه وضعية الحال من خلال متابعته عن كثب لمشاغل أسرة الشهيد عبد الباسط المُرّي وسعيه الدؤوب إلى توفير حاجياتها كلّما إقتضى الأمر ذلك. وأكّدت ماجدولين الشارني أنّ عائلة المرّي سيتمتّع أحد أفرادها بأولويّة الإنتداب في الوظيفة العمومية وفق ما يمليه القانون الجاري به العمل، علاوةً على تمتيع الأرملة بمسكنٍ إجتماعي لائق بإحدى المناطق الراجعة بالنظر إلى ولاية قابس، وقد تمّ التأشير على تفعيل هذه الإجراءَات؛ على حدّ قولها.

وإعتبرت الشارني غضب عائلة شهيد الوطن أمرًا منطقيّا ومتفهَّما نظرا للصدمة النفسية التي إعترتها ولا تزال تعيش على وقعها بعد إستشهاد نجلها، مضيفة القول أنّ الدولة سخّرت هياكلها القاعدية والمركزية ذات الصّلة لتقديم الرعاية السيكولوجية اللازمة لمساعدة أسر الشهداء على تجاوز محنتهم، بحسْب إفادتها.

وزارة الدفاع تتدخّل

ولأنّ الشهيد منتمٍ للمؤسسة العسكرية وأحد أبنائها الأشاوس، كان لزاما علينا أن نستبين موقف وزارة الدفاع الوطني عبر ناطقها الرسمي المقدّم بلحسن الوسلاتي، الذي أفادنا بأنّ الوزارة وفور إستشهاد عبد الباسط المرّي تجنّدت للإشراف على موكب دفنهِ وتحمّلت على عاتقها مستلزمات الدفن، نافيًا تقصيرها في هذا الجانب على عكس ما يَروج من حين لآخر.

وأكّد أيضا أنّ عائلة المرّي تحصّلت على منحة ماليّة في حدود 20 ألف دينار، في إنتظار تسوية وضعيتها وصرف رواتب الشهيد من طرف الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الإجتماعية. كما أشار الوسلاتي إلى أنّ الحكومة لن تبخل بحبّة عرقٍ واحدة من أجل أن تعيش أسر الشهداء في أفضل الظروف والأحوال.

ماهر العوني